الوحدة الخاصة
عدد الرسائل : 94 الأوسمة : تاريخ التسجيل : 27/03/2008
| موضوع: المواكب ( جبران خليل جبران) الخميس أبريل 03, 2008 12:21 am | |
| ربما من وجهة نظري .. و لكن .. الفيلسوف جبران خليل جبران من أحب الشعراء باعتباره شاعراً و الفلاسفة باعتباره فيلسوفاً إلى قلبي فوددت أن أرسي بعض نتاجه المبدع في هذا المنتدى الرائع من قصيدة غنتها السيدة فيروز ... مقاطع مختارة من القصيدة ... في حكم إنسانية رائعة فأرجو أن تنال اعجابكم ...
وهذا نصها ...
الخير في الناس مصنوع إذا جُبروا و الشر في الناس لا يفنى و إن قُبروا
و أكثر الناس آلات تحركها أصابع الدهر يوما ثم تنكسرُ
فلا تقولن هذا عالم علم و لا تقولن ذاك السيد الوقرُ
فأفضل الناس قطعان يسير بها صوت الرعاة و من لم يمش يندثرُ
ليس في الغابات راع لا و لا فيها القطيع
فالشتا يأتي و لكن لا يجاريه الربيع
خُلِق الناس عبيداً للذي يأبى الخضوع
فإذا هب يوماً سائراً سار الجميع
أعطني الناي و غن فالغنا يرعى العقول
و أنين الناي أبقى من مجيد و ذليل
و ما الحيا سوى نوم تراوده أحلام من بمراد النفس يأتمرُ
و السر في النفس حزن النفس يستره فإن تولى فبالأفراح يستترُ
و السر في النفس حزن النفس يستره فإن أزيل تولى حجبه الكدرُ
فإن ترفعت عن رغدٍ و عن كدرٍ جاورت ظل الذي حارت به الفكرُ
ليس في الغابات حزن لا و لا فيها الهموم
فإذا هبَّ نسيمٌ لم تجئ معه السموم
ليس حزن النفس إلا ظل وهم لا يدوم
وغيوم النفس تبدو من ثناياها النجوم
أعطني الناي و غنِّ فالغنا يمحو المحن
و أنين الناي يبقى بعد أن يفنى الزمن
* * *
ليس في الغابات عدل لا و لا فيها العقاب
فإذا الصفصاف ألقى ظلّه فوق التراب
لا يقول السرو هذي بدعة ضد الكتاب
إنّ عدل الناس ثلج إن رأته الشمس ذاب
أعطني الناي و غنّ فالغنا عدل القلوب
و أنين الناي يبقى بعد أن تفنى الذنوب
* * *
أعطني الناي و غنِّ و انس ما قلتُ و قلتا
إنما النطق هباء فافدني ما فعلتا
هل اتخذت الغاب مثلي منزلا دون القصور
فتتبعت السواقي و تسلقت الصخور
هل تحممت بعطر و تنشفت بنور
و شربت الفجر خمراً في كؤوس من أثير
هل جلست العصر مثلي بين جفنات العنب
و العناقيد تدلت كثريات الذهب
فهي للصادي عيون و لمن جاع الطعام
و هي شهدٌ و هي عطرٌ و لمن شاء المدام
هل فرشت العشب ليلا و تلحفت الفضا
زاهداً فيما سيأتي ناسياً ما قد مضى
و سكوت الليل بحر موجه في مسمعك
و بصدر الليل قلب خافق في مضجعك
أعطني الناي و غنِّ و انس داءً و دواء
إنما الناس سطور كُتِبت لكن بماء
ليت شعري أي نفع في اجتماع و زحام
و جدال و ضجيج و احتجاج و خصام ؟
كلها أنفاق خلد و خيوط العنكبوت
فالذي يحيا بعجزٍ فهو في بطءٍ يموت
العيش في الغاب و الأيام لو نظمت في قبضتي لغدت في الغاب تنتثرُ
لكن هو الدهر في نفسي له أرب فكلما رُمتُ غاباً قام يعتذرُ
و للتقادير سُبُلٌ لا تُغَيّرُها و الناس في عجزهم عن قصدهم قصروا
و شكراً لقرائتكم ... | |
|